24 يونيو 2020

العطاشى مازالو أحياء

العطاشى مازالو أحياء

حينما تتسع الفجوة بين المواطن الكادح الواقف على باب الله طالبا رزقه كل يوم بيوم . وبين سيادة القابع خلف مكتبه تحت مكيفه الهوائى . لابد أن يكون للقائمين على الأمر الدور الأكبر فى تقليلها وإذابة الفوارق . 
ولكن كيف ؟
هل سمعنا يوما عن كوب فارغ إمتلئ من تلقاء نفسه ؟ 
بالطبع لا فمن البديهى ان نأخذ قليلا مما بالأكواب التى ثقلت اوزانها عن الحد الذى كاد زجاجها ان ينكسر من شدة الضغط فالأكواب مهما كان ثمنها ما هى إلا زجاج لها قدرة محدودة على تحمل التخمة .
وإن إنكسرت يوما ضاع ما كان بها من ماء ثم أنه لن يتم إصلاحها مجددا

ولكن ليتم ذلك نحتاج إلى شيئين
الاول العلم . لكى يتم الأمر بحرفية متقنة بعيدا عن أفكار كارل ماركس وفريدريك إنجلز وفلاسفة العصور التى دفنت إشتراكيتهم وشيوعيتهم  بقوة الزمن و التطور والعولمة . وحقبة التأميم ليست منا ببعيد بما لها وما عليها .

الشيئ الثانى الكاريزما التى تؤهل من يصنع القانون والقرار الملزم بإقناع الغالبية . 
فمن المستحيل ان يوافق الجميع على فكرة التضحية والإيثار فطبيعة البشر الإختلاف فالكل لا يجمع على أمر واحد ابدا  وهذه سنة الحياة .

بعدما يتم ذلك سنجد ان الفجوة الإقتصادية ثم الإجتماعية ثم الثقافية بدأت تتلاشى . وحينها يشعر السواد الأعظم ممن هم تحت خط الحياة برجوع الروح للجسد الذى قد ظن اصحاب المصالح الخاصة انه تحول إلى مومياء