31 يوليو 2021

برلمان القرود

فى برلمان القرود 
الكل
شبه جمود
لا حركة فيهم فالكل خمود
كالجسد الساكن ممدود
مقطوع كفرع من عود
وكسيحه يعزف بالعود
نغماته نشاز تذهب وتعود
لا خير فى أرجائه يوما موجود 
كالميت يأكله الدود
وفساده يسود
و ستبقى قرود 
ظنوها فى الماضى أسود
قد مرت اعوام وعقود
وضرير يسعى ويقود
فى طريق دوما مسدود
يجمع أموال ونقود
بالشكوى يصرح ويجود
والامل كطفل مفقود
فمريض على ميت مسنود

14 يوليو 2021

الجريمة المقدسة فى المدن المكدسة

اعلم يقينا اننى اضع نفسى فى مرمى الجميع ورغم انى اجدنى غير مستعدا للرجم أو حتى تحمله إلا أننى مضطر 
فما أصعب الكتمان
ففى كل يوم وفى كل تعامل وكل مواصلة نرى تلك المشاهد تتكرر أمامنا وكأننا احد المشاركين في فيلم أبطاله إما بلطجى او مدمن 

فبلا خجل ولا مواراة او تجميل وبعيداً عن دفن رؤسنا فى الرمال أقول نحن اصبحنا فى حاجة الأن الى" الجريمة المقدسة "
من منا لا يعلمها .
نمر عليها فى قصة موسى الكليم مع العبد الصالح و بعدما تعجبنا فى اول مرة عند معرفتنا لها ونحن احداث صغار تبددت الدهشة وزال العجب بعدما سلمنا بأن هذا لم يكن ليحدث إلا بوحى وإلهام ومشيئة و إرادة إلهية
 انا لا اتحدث عن اعادة بزوغ فكرة اليوجينيا و بلورة مصطلح الإنتخاب الطبيعى قدر ما ارجو ظهور المستبد المستنير الذى يقضى بصورة تقترب من القداسة كين يجمع كل ما لا يُقبل فى مجتمعاتنا من أخلاقيات مرفوضة مثل " فساد . رشوة . محسوبية . ربا . سرقة . إهمال . إدمان . بلطجة " ووضعها فى بُوْتَقة ينصهر بداخلها هؤلاء المتشبعون بتلك الخصال الذميمة والساعون على نقلها للغير ليخرج منها اللُّجَيْنُ المحمود وأما الخبث الباقى من هذا المنصهر فلا يخرج حتى يتبخر كأن لم يكن
سمعنا أن هناك مجتمعات ودول تقوم بإعدام المرتشى او تاجر المخدرات او البلطجى 
فهل هذه المجتمعات همجية لا أظن فهى على درجة عالية من التقدم .
لقد شُرع العقاب لترهيب المذنبين وتلقينهم درسا لا يُنسى كى لا يعودو للخطأ والخطيئة
ولكن كيف يكون العقاب ؟
 هل العقاب يكون بالنفى ؟
الإجابة بالقطع  ، لا .
 فمما لا شك فيه ان الثمرة الفاسدة إن نقلتها لمكان جديد لن يمنع ذلك من فسادها بل ستنشر ما بها من مرض لباقى الثمار وحتى للوسط الجديد المحيط بها كله .
إذن هل يكون بالحبس وإعادة تأهيلهم 
اعتقد ان الاجابة ستتكرر مرة اخرى  " لا "
فمما لا جدال فيه ان حتى هواة الإجرام فى الغالب يحترفونه بعد فترة عقابهم فى السجون وعبارة السجن إصلاح وتهذيب و تأهيل لا تتعدى كونها جملة لزرع الأمل فى نفوس الصالحين بأنه ليس بالضرورة يجب علينا التخلص من المخطئين بل نعطيهم فرصة أخرى ولكنها قد تكون فى الغالب فرصة لإبتكار طرق جديدة للجريمة والإلتفاف حول القواعد والقوانين
ولنتذكر ان المثل الشهير " ياما فى الحبس مظاليم " و الذى تعلمناه من أفلام السينما القديمة ليس قاعدة عامة والأصح نقول قد يكون فى الحبس قليل من المظاليم
فما الحل إذن ؟ 
سأتقمص شخصية المذيع الرياضى صاحب العبارات الرنانة واقول
من وجهة نظرى التى ليس لها قيمة على الإطلاق
الحل ببساطة هو البتر 
التخلص من العضو الفاسد فى المجتمع .
ليس بإبعاده لفترة بل للأبد . 
فبعض المرتشون و من قضو حتى عقوبات جنائية عادو لأعمالهم واستمرو فى إفساد ما أمكنهم إفساده
 
ماذا لو جمعنا كل بلطجى وخارج على القانون ووضعناهم فى صحراء محاطة بجدار ساعتها سنسميه قطعا جدار عادل وليس جدار عازل لانه فصل بين الصالح والطالح بعدل وقوة
فلنستمر فى التخيل هل سيبدع هؤلاء المدمنين على المخدرات والسرقة والبلطجة ويحولو تلك الصحراء الى واحة
لا ارى هذا احد الإحتمالات المرشحة ولكنهم حتما سيتصارعون ويتقاتلون ويموج بعضهم فى بعض كمن بنا عليهم ذو القرنين سدا
لعزلهم و منعهم عن الأخيار .
هل سيخرج منهم فى يوم من الأيام عبقرى ام انهم كقوم نوح الذين وصفهم قائلا " إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا "

فإن كنا نحلم بمدينة فاضلة فيجب ان يكون سكانها اولا فُضَلاءُ وإلا سنكون كمن يحاول منع طوفان بإقامة ردم ترابى هش يغلقه من ناحية فيُفتح عليه من ناحية أخرى
الحل بقوة وجراءة التخلص من الفاسدين
فليس كل مذنب يعاد تأهيله يصلح للعودة
فما ينفع الزجاج المكسور لصقه
ولنتذكر ان الجنة فقط هى التى يسمح الله فيها برحمته بدخول من نال قسطا من النار بعدما يُنسيه انه قد ذاق يوما العذاب
وفى النهاية إن لم تتفق معى تماما فلا تلعنى ولكن تمنى لى الهداية فقد اكون مخطئا بعض الشيئ

10 يوليو 2021

فى سياق أرض النفاق

قررت يوما أن أتخلى عن عشوائية ملابس والتى كانت توحى للبعض بكونى إما زاهدا او فنان بوهيمى
فارتديت مستعيرا بعض من أنيق ملابس اخى وأخذت اتجول بين مقاهى ومكاتب إدارات بلدتنا التى كساها التراب  فلا إختلاف كبير بينهما ففى كلاهما تقدم المشاريب و تمتدد وجبات إفطار العاملين على طاولتهما و تعرض سلع الباعة الجائلين .
فهنا جوارب وهنا ملابس داخلية واحيانا أقلام وادوات منزلية .
وقد غر البعض شكل ملابس التى لا أملكها وقلة كلامى الناتجة عن فكر مستمر ممزوج بصداع متقطع .
فأوجسو منى خيفة وإرتابو فى أمرى هل صمته هذا دهاء وحيلة ام انه عدم او قلة معرفة بما يدور حوله . فتعاملو معى كما لو كنت المفتش العام الذى جاء متنكرا  لرصد مخالفاتهم الجلية .
ولإدراكى بغبائهم المتأصل فقد أحجمت عن إقتلاع تلك الفكرة من رؤسهم وتعاملت معهم فرأيت اشباه الأدميين .
فهم يعيشون فى مستنقع كريه الرائحة يكاد ضباب النفاق فيه يخفى كل شيئ ولكنهم بكل أسف إعتادو تلك الراحة العفنة بل انهم إستحسنوها .
وقابلت منهم دوما إبتسامات مصطنعة لا تختفى وسمعت بإستمرار مدح وإطراء لرؤسائهم و المسؤلين فى مؤسساتنا تلك المحتلة من هؤلاء المتلونين .
يتغنو بمدح فيهم يصل لدرجة التقديس  المؤقت  الذى سرعان ما يتحول إلى لعنات بعد رحيل هذا المسؤل سواء بنقل او بخروج للمعاش .
فالكل يسعى لرفع إيقاع نغمات الثناء لعله ينال الرضا ويحظى بالقرب . والكل يدعى أنه اخلص المخلصين والأكثر وطنية وتضحية والغالبية يرقصون على تلك النغمات  رقصة اشبه بالحركات الميكانيكية المعدة مسبقا فلا ترى فيها تلقائية وعفوية المحب المخلص . فكلهم يسعون لخطف الكاميرات . فكلما زاد الرقص والقفز وكلما إرتفع صوت طيلته كلما كان من الأوائل المقربون .
جالست بعضهم بل وربطتنى بهم علاقات واهية مؤقتة . ايقنت خلالها أن بلادنا لن تتقدم طالما ظل هؤلاء وأمثالهم نائمون فى مكاتب مؤسساتنا ومصالحنا بل ويورثونها .
لا أحد يعمل . لا احد يجتهد . لا احد يبدع  إلا فى مدح المدير ونقل أخبار زملائه بالسوء وإعطاء نفسه عدة ألقاب زائفة وإن بحثت فى اعماقهم تجدهم فراغ لا علم ولا ثقافة ولا إخلاص إلا لنفوسهم و الأنا لديهم .
ولكن لماذ هم متألقون ومسلط عليهم الأضواء فى أروقة مكاتبهم الهشة  سؤال طرحته على الأخرون من زملائهم الأقل صخبا . فأجابونى بيأس هذا بسبب المسؤل القابع فى الدرجة الأعلى والذى يتجنب و يخشى ألسنتهم او لأنه  مخدوع بألقابهم المزيفة و لا يريد ان يعكر صفو مدته القليلة الباقية على الكرسى