12 أبريل 2021

يبارزون الله

إنهم  يحاربون الله .

ثم يتظاهرو بالتقوى والورع

إنهم العصاميون الجدد
او من يدعون أنهم كذلك

نعم .
هم يحاربون الله 

لأنهم ببساطة يتاجرون فى الربا .
نعم الربا .
بل ويتحايلون على الشرع والعُرف بحجة أنهم تجار و كما يقال "  التجارة شطارة  " فيذهب من يذهب ليشترى منهم ويوقع لهم على كم  لا بأس به من الكمبيالات .
ثم أنتم تعلمون ما يحدث بعد ذلك .

و تجد مشترى يضطر لبيع ما إشتراه على الورق و يتسلم النقود منقوصة النسب والفوائد المركبة
وهكذا . تستمر عجلة الربا فى الدوران و نتيجة لذلك خرج علينا وانتشر فى مجتمعنا مفهوم جديد اسمه " الجنيه بجنيه " .
ومازالو يتبجحون و يبررون

بداية القصة القصيرة الحزينة .
 فى أحدى قرى مدينتنا  .
قرية بسيطة لكن حدث فيها منذ الثمانينات ما يشبه الإنفتاح الإقتصادى  لأنه كما يقولون تحول التراب فيها لذهب  داخل التنور
وُلدت فيها سفاحا وبالتدريج منذ عقدين او أكثر مافيا . ولكن من نوع جديد .
معظمهم أقارب وتريطهم علاقات نسب ومصاهرة و لا يسمحون لغريب عنهم بالدخول إليهم فهذا عم هؤلاء و هؤلاء أنفسهم  إبناء خالات وعمات وهذا زوج بنت  فلان الذى تربطه مصاهرة مع ذاك . وهكذا تجدهم جميعا أقارب و تربطهم صلات النسب و الدم و المصاهرة .
هذه المافيا تكونت بقصد او بدون و أخذو يمارسون أنشطتهم المتنوعة . فهذا يتاجر فى صنف او صنفان مما يحتاجه اهل البلدة وغيرهم فى أعمالهم وهذا يعمل فى مجال آخر قد تحسبه بعيد عن البقية الباقية .
 ولكنهم فى الواقع كشبكة الصرف الصحى مترابطة و متصلة ولكن مخفية تحت الأرض
فلا تراهم يظهرون او يجتمعون مع بعضهم البعض إلا نادرا . إذا كانت هناك مناسبة حزينة كانت او سعيدة . 
لتجدهم يتباهون بسياراتهم وممتلكاتهم الجديدة و يتأففون من أقاربهم البسطاء ويفرون من زملائهم القدامى الذين نجحو فى الدراسة
ولكن بقليل من الفطنة تعرفهم بسيماهم فجميعهم يرتدون عباءة رجال الأعمال .
او رجال البر المحسنين 
وحين تتعمق فى تاريخهم تجد أن نواة ثرواتهم الهائلة التى هى كزبد البحر فى معظمها إما أموال تجار المخدرات فى القرية المجاورة لهم والتى سُجن ومات معظم أصحابها أو نتيجة بيع السلع بالربا
ومع الوقت توسعت أعمالهم و يبدو أن الله قد اشتد غضبه عليهم فزادهم و زادهم و بارك لهم و صارو كعلامة من العلامات الصغرى للقيامة فمما لاشك فيه أنهم هم الحفاة العراة الذين تطاولو فى البنيان قبل صدور قوانين البناء.
إنهم كالشجر الخبيث الذى ليس له جذور او كلبلاب متسلق يسعى بحرص لإنتقاء من يتسلق عليه وياحبذا لو كان صاحب سلطة او نفوذ ليحتمو به لفترة ثم يبحثو عن غيره بعدما تتخلى عنه السلطة او يفقد نفوذه هذا إن لم يشاركوه معهم فى احد اعمالهم
و للأمانة قد تجد منهم من يعمل بكد ويجتهد و لكن يبقى السؤال
إن كانت البذور المزروعة محرمة فهل تكون ثمارها على الأشجار حلال