31 مايو 2020

من بره هالله هالله

إحذر 
فى كتير ممكن يخدعوك بلبسهم ... بشكلهم ... حتى بطريقة كلامهم .
جدودنا زمان بحكمتهم خدو بالهم من الموضوع ده وقالو لنا فى الأمثال الموروثة " من برة هالله هالله ومن جوه يعلم الله "
كتير تلاقى فلان او فلانة لابس بدلة شيك او جلابية عمدة و تشوفه تهابه وتفتكر انه ذو شأن عظيم ولكن إذا تكلم تضائل أمامك شيئا فشيئ .
عشان كده سقراط قال " تكلم حتى أراك " . لأن للاسف احيانا بينخدع صاحب الشخصية نفسه وبيصدق نفسه فيتكلم و يتكلم وممكن تسلط عليه الأضواء بس بسرعة تكتشف من كلامه ان لو فى طفل فى مرحلة بسيطة من التعليم هايكتب موضوع تعبير أفصح منه .
خدو بالكم مش كل اللى صورته تبان حلوة تلاقيه جميل و مش كل اللى لبس نضارة وعمل فيها مثقف وقارئ ومطلع تلاقيه بيفهم ممكن يكون نظره ضعيف او بيحب التمثيل .
ربنا سبحانه وتعالى قال لنا 
{ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ } 
وقيل فيهم نصا 
" هولاء هم المتباهون بأجسامهم و أشكالهم التي تعجب رائيها ، وصورهم المنظمة الحسنة التي تروق الناظر إليها ، وهياكلهم الجالبة الْمَهِيبَة ، وأبدانهم السالمة فهم حسنو الظاهر إذا رأيتهم حَسِبْتُهم أَرْبَابَ لُبٍّ وَشَجَاعَةٍ وَعِلْمٍ وَدِرَايَةٍ لكن بواطنهم فارغة خالية وكيانهم خاو منخور ، و أفكارهم منحرفة و عقولهم سقيمة . هم أشباح بلا أرواح . أجسام بلا أحلام .أجرام بلا عقول . منظر بلا مخبر ، صور خالية عن العلم والنظر . حسن ظاهرهم ، ساء باطنهم ، فهم أجسام تعجب العيون فحسب ، َفلَا تغتروا بهم

28 مايو 2020

اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ

اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ
 
كجنة خضراء وارفة الظلال . أصابها الزمان بداء الملل من الإزدهار . فتكاسلت أشجارها وتوقفت أنهارها ثم ذبلت ازهارها و عاشت ميتة أزمنة عديدة . حتى سئمت مرة أخرى كعادتها حالتها بل و رفضتها فنظرت باحثة بداخلها فإذا بزهرة صغيرة تبعث تحت أنقاض العفن . راحت تنمو و تصارع الموت الناسج خيوطه فى أرجاء هذا الفردوس الصامت دهرا . تنمو الزهرة لتعطى درسا لكل الحياة المتجمدة فيها بأنه لا إستمرار لحال أبدا . 
فلابد من أن تنتفض الروح الكامنة بداخل هذا الجسد الساكن . و تتجدد وتتجدد لتحافظ على بقائها .

هذا ما نراه يوميا فى ساعات اليأس والملل الممزوجة بالحسرة والندم كمن ينظر فى ظلام الليل ليرى نقطة منيرة تزداد إتساعا ووهج . او كالواقف فى معابد القدماء يشاهد تماثيل لحضارة عتيقة تلقى فى النفس رهبة وجلال مغلف بجمال و لكنها فى النهاية تماثيل ساكنة عبر الزمن و رغم هذا السكون ينبت من بينها  مولود جديد كل لحظة يبشر بظهور العملاق القادم والذى لا ينقصه إلا المناخ الجيد لنموه

16 مايو 2020

إنعكاسات

إنعكاسات

الحقيقة دائما ثابتة لا تتغير و ما نعتقده اوهام ما هو إلا إنعكاسات لهذة الحقيقة .

فنحن حينما نحب الاخرين انما نحب انفسنا فيهم .
نحب إنعكاس الحب منا عليهم  فإذا إبتسم القمر على صفحة الماء إبتسمت الحياة فحينما تجد نفسك يوما سعيدا تشع حبا لكل من حولك . فتأكد ان هذا الحب نعمة كبرى قد  وهبها الله لك . و فى المقابل إذا شعرت يوما بكراهية نحو شخص ما فهذا البغض ما هو إلا إنعكاس لكم من الطاقة السلبية بداخلك موجهة للاخرين .
تتلاشى اذا ما تغلبت عليها بداخلك أولا .
وكم من شخص قابلته فى رحلة حياتك شعرت نحوه بألفة وود لتجده هو الاخر يبادلك نفس هذا الشعور دون سبب يذكر وعلى الجانب الأخر إذا ما أحسست يوما بكراهية لشخص حتى وإن لم تتعامل معه تحدث المفاجأة لتجده يبادلك نفس هذا الشعور البغيض لماذا ؟ لا سبب ظاهر فتعلل ذلك بأنك لا ترتاح له  
و يختفى هذا الضباب الأسواد بداخل قلبك بعدما تشرق عليه شمس الحب لتجد هذا الشخص يقول لك قد كنت فى البداية اتوجس منك خيفة حتى تعاملنا معا وتخبره انك ايضا كنت مثله ولكن اختفت كل الكراهية حينما تغلب الحب كشمعة أشعلتها بغرفة مظلمة وحافظت عليها من رياح الحقد حتى أنارت كافة الارجاء
كم كان إيليا ابو ماضى عبقريا حينما قال

كن جميلا ترى الوجود جميلا

15 مايو 2020

لست أدعى الفضيلة

لست ادعى الفضيلة . بل أرانى أفيض عيوبا . ولكنى على يقين ان فضيلتى الوحيدة تكمن فى إدراكى لنقصى اللامتناهى وعيوبى المستمرة .

ولست كُفْؤٌ لأن أكون فى مقارنة بين عظماء تعرضوا  قبلى ويتعرضون لنقد وصل الى حد التجريج .

فأنا لا ارتقى لمناطحة ادناهم ولقد نصحنى بأمانة من هم ذو علم وخبرة

قائلين ( أعلم ان لكل عمل ضريبة وعليك تقبلها . فحينما تهب نفسك لرفع شعلة فى ظلام الوعى فلا شك ان عشاق الظلمة سوف يوجهون سهامهم نحوك .

و اعلم ان ما سيزيد ثقتك بنفسك هو انه حينما تنظر فى الظلام لترى من ذا الذى أطلق سهام الزور والبهتان المغموس بالحقد والجهل نحوك فلن تراه فهو أجبن من ان يظهر فى النور .

وحتى إن رأيته فستزداد ثقتك بنفسك مرة اخرى بقدر زيادة شفقتك عليه فهو مهلهل اضعف من ان تنازله .

مريض سلط ألسنته التى تشبه ألسنة اللهب على الناس و ركز عيونه الحاسدة المتفحصة على الجميع

ولكنه عمى عن نفسه . فإستمر ولا تبالى بكثرة النباح حولك . فلا عاقل يصيح فى وجه كلاب تطارده )

أسراب الغربان

أسراب الغربان

رأيت فيما يرى اليقظان أن أسراب من الغربان خرجت متجه نحونا تحمل بأقدامها السوداء ما يشبه صناديق الموتى او قل ثلاجات تحفظ لحم أخيك الميت لتأكله دونما كراهية . 

نسجت سحابة سوداء غطت الأفق .

ألقت تلك المعونات المسمومة ليتحول آكلوها على الفور إلى مسوخ يسيرون كما النائمون لا إرادة لا هدف .

كقطيع يتنامى فيحمل بين جنباته بعض الرافضون للإنتماء لهم . ولكن دون جدوى فالكل يتجه نحو الهاوية هاوية خاوية حتى ليس بها إلا العدم وكثير من الندم .

فهل  يا ترى سيحدث ما يمنع هؤلاء من السقوط أم انهم صاروا يتلذذون بأكل الجيف

هل ستحدث المعجزة ويرفضون الجرى وراء أشر وعاء ويحكمون عقولهم التى ركنت منذ عقود لليأس وعشقت الخمول .

متى ينتقض الكسالى ويتحلو كما الأسبقون بقيم باتت كما الأساطير أين عزة النفس  اين معانى الإباء اين الكرامة ؟ حتما لو لاح يوما لتلك الغربان بريق من شمس كرامة هؤلاء الطيبون لذابت وتلاشت كما يذوب الثلج  عند.طلوع الشمس . وكفى بهم  ما يحملون من خزى  أصابهم بتشوهات فى الروح والنفس لا علاج لها وهم منها لا يبرأون .

و لو كنت اتمتع براحة يوما من ضجيج العقل الذى لا يتوقف لكنت نمت ورأيت ولكنى لى  رأس يسكنها هذا الياقظ أبدا الذى يتمتع بنفور النوم منى ويعشق إرهاقى وتفكيرى و يحلم يوما بفردوس أرضى خالى من العيوب

على رؤوس التروس

على رؤوس التروس .

كألة كبيرة لا حد لها تلك الحياة . ونحن فيها واقفون منا من ينظر للخارج ومنا من رضى بالنظر الى الداخل و جعل كل تركيزه على  محور الدوران الذى لا يتوقف أبداً . والتروس كثيرة . كثيرة لدرجة انها متداخلة ومتقاطعة وما يحدث منذ الأزل اننا نحن نطتلع دوما للقفز من ترس لأخر نتقابل اليوم مع أُناس وغداَ نرى أخرون وهكذا تستمر عجلة الدوران نتلاقى نأتلف ونختلف  نودع أحباب و نقابل غيرهم ننفر من البعض وغدا قد ينفر منا أخرون كل هذا والتروس تأبى أن تتوقف أو تغير معدل دورانها قد نصاب أحيانا بالملل وأحيانا تمتلكنا لهفة وشغف المعرفة للجديد المجهول . من أين تستمد تلك الآلة طاقاتها  التى تجعلها تدور دوران أزلى أبدى . نحن واقفون و هى تدور . نتعب نحن وهى لا تتعب وحينما نشعر بأن الرحلة التى دخلناها رغما أوشكت على الإنتهاء فالسبيل الوحيد هو الأمل فى الراحة التى تحتضن من يسقط من فوق كتل التروس المتزاحمة . فما بين التروس ليس فراغ . بل نعيم و جحيم و الذى يعبش فى النعيم فوق تروسه محبا راضيا فهو فى النعيم و أما الشاخط الرافض فحياته التى عاشاها فوق التروس الدائرة كانت جحيم وياللأسف يستقبله الجحيم  أيضا مرحبا فحقا ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا ) سعادتك إذن من صنعك فعش حياتك كجنة تربحها اولى و أخرى  معا 

ما بين الهيبة و ... الخيبة

ما بين الهيبة و الخيبة .

إن أصعب ما يمر به الإنسان هو فترة ما بعد الوقوع مباشرة . فإذا ما سار المرء منا وإعتاد المسير فترة تجده صار واثقاَ فى نفسه متباه بخطواته . وصارت رتابة وتكرار الحركة تلقائية بما لا يعطى مجالا للشك فى جدوى الحركة النابضة او حتى السكون المميت . وما أن يتعرض يوما للوقوع حتى ينسى فى تلك اللحظة التى هو واقع فيها ما مر به عبر زمان من مهارات سيره المتبختر .ثم تأخذه سنة من التفكير وقراءة الواقع ليحسب ويدرك ما آلت إليه الأمور  . ثم يستعد للقيام بحافز داخلى ويسترجع قواه فتبدو له عقبات شتى منها ما هو داخلى ومنها ما هو خارج عنه . ولكن الاهم هو أن يتغلب على ما بداخله من عوامل إحباط فهو فى حاجة ماسه لأن يثبت لنفسه قدرته على العودة من جديد بل والتميز عما سبق وأن كان عليه . بنفس الطريقة الخلودنية فكما للأمم اعمار كالبشر نجد أيضا  الأمم كالأفراد بعد السقوط او الكبوة تحاول فى بداية النهوض إثبات هيبتها مرة أخرى ولكن الأمر فى غاية التعقيد فقد تبالغ فى محاولات فرض السيطرة وإظهار القوة كنوع من التعويض عما وقع لها من إنهيار مؤقت  أو قل شبه إنهيار مؤقت . وهذا بالطبع قد يقابل بالرفض والنفور مما قد يزيد الطين بلة . وعلى النقيض قد تتهاون فى محاولة بسط سيطرتها وإظهار قوتها وإعادة الهيبة فتسقط فى شباك الخيبة التى نسجتها عناكب الفساد والمحسوبية والإهمال عاشقة الفوضى و الضياع . فالحذر من الإفراط والحذر من التفريط فما بين الهيبة والخيبة فجوة وهوة عميقة حاذر من الوقوع فيها فهذه  الهوة التى لا نهوض منها ..