15 مايو 2020

ما بين الهيبة و ... الخيبة

ما بين الهيبة و الخيبة .

إن أصعب ما يمر به الإنسان هو فترة ما بعد الوقوع مباشرة . فإذا ما سار المرء منا وإعتاد المسير فترة تجده صار واثقاَ فى نفسه متباه بخطواته . وصارت رتابة وتكرار الحركة تلقائية بما لا يعطى مجالا للشك فى جدوى الحركة النابضة او حتى السكون المميت . وما أن يتعرض يوما للوقوع حتى ينسى فى تلك اللحظة التى هو واقع فيها ما مر به عبر زمان من مهارات سيره المتبختر .ثم تأخذه سنة من التفكير وقراءة الواقع ليحسب ويدرك ما آلت إليه الأمور  . ثم يستعد للقيام بحافز داخلى ويسترجع قواه فتبدو له عقبات شتى منها ما هو داخلى ومنها ما هو خارج عنه . ولكن الاهم هو أن يتغلب على ما بداخله من عوامل إحباط فهو فى حاجة ماسه لأن يثبت لنفسه قدرته على العودة من جديد بل والتميز عما سبق وأن كان عليه . بنفس الطريقة الخلودنية فكما للأمم اعمار كالبشر نجد أيضا  الأمم كالأفراد بعد السقوط او الكبوة تحاول فى بداية النهوض إثبات هيبتها مرة أخرى ولكن الأمر فى غاية التعقيد فقد تبالغ فى محاولات فرض السيطرة وإظهار القوة كنوع من التعويض عما وقع لها من إنهيار مؤقت  أو قل شبه إنهيار مؤقت . وهذا بالطبع قد يقابل بالرفض والنفور مما قد يزيد الطين بلة . وعلى النقيض قد تتهاون فى محاولة بسط سيطرتها وإظهار قوتها وإعادة الهيبة فتسقط فى شباك الخيبة التى نسجتها عناكب الفساد والمحسوبية والإهمال عاشقة الفوضى و الضياع . فالحذر من الإفراط والحذر من التفريط فما بين الهيبة والخيبة فجوة وهوة عميقة حاذر من الوقوع فيها فهذه  الهوة التى لا نهوض منها ..