15 مايو 2020

على رؤوس التروس

على رؤوس التروس .

كألة كبيرة لا حد لها تلك الحياة . ونحن فيها واقفون منا من ينظر للخارج ومنا من رضى بالنظر الى الداخل و جعل كل تركيزه على  محور الدوران الذى لا يتوقف أبداً . والتروس كثيرة . كثيرة لدرجة انها متداخلة ومتقاطعة وما يحدث منذ الأزل اننا نحن نطتلع دوما للقفز من ترس لأخر نتقابل اليوم مع أُناس وغداَ نرى أخرون وهكذا تستمر عجلة الدوران نتلاقى نأتلف ونختلف  نودع أحباب و نقابل غيرهم ننفر من البعض وغدا قد ينفر منا أخرون كل هذا والتروس تأبى أن تتوقف أو تغير معدل دورانها قد نصاب أحيانا بالملل وأحيانا تمتلكنا لهفة وشغف المعرفة للجديد المجهول . من أين تستمد تلك الآلة طاقاتها  التى تجعلها تدور دوران أزلى أبدى . نحن واقفون و هى تدور . نتعب نحن وهى لا تتعب وحينما نشعر بأن الرحلة التى دخلناها رغما أوشكت على الإنتهاء فالسبيل الوحيد هو الأمل فى الراحة التى تحتضن من يسقط من فوق كتل التروس المتزاحمة . فما بين التروس ليس فراغ . بل نعيم و جحيم و الذى يعبش فى النعيم فوق تروسه محبا راضيا فهو فى النعيم و أما الشاخط الرافض فحياته التى عاشاها فوق التروس الدائرة كانت جحيم وياللأسف يستقبله الجحيم  أيضا مرحبا فحقا ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلا ) سعادتك إذن من صنعك فعش حياتك كجنة تربحها اولى و أخرى  معا