28 مايو 2020

اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ

اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ
 
كجنة خضراء وارفة الظلال . أصابها الزمان بداء الملل من الإزدهار . فتكاسلت أشجارها وتوقفت أنهارها ثم ذبلت ازهارها و عاشت ميتة أزمنة عديدة . حتى سئمت مرة أخرى كعادتها حالتها بل و رفضتها فنظرت باحثة بداخلها فإذا بزهرة صغيرة تبعث تحت أنقاض العفن . راحت تنمو و تصارع الموت الناسج خيوطه فى أرجاء هذا الفردوس الصامت دهرا . تنمو الزهرة لتعطى درسا لكل الحياة المتجمدة فيها بأنه لا إستمرار لحال أبدا . 
فلابد من أن تنتفض الروح الكامنة بداخل هذا الجسد الساكن . و تتجدد وتتجدد لتحافظ على بقائها .

هذا ما نراه يوميا فى ساعات اليأس والملل الممزوجة بالحسرة والندم كمن ينظر فى ظلام الليل ليرى نقطة منيرة تزداد إتساعا ووهج . او كالواقف فى معابد القدماء يشاهد تماثيل لحضارة عتيقة تلقى فى النفس رهبة وجلال مغلف بجمال و لكنها فى النهاية تماثيل ساكنة عبر الزمن و رغم هذا السكون ينبت من بينها  مولود جديد كل لحظة يبشر بظهور العملاق القادم والذى لا ينقصه إلا المناخ الجيد لنموه