14 أغسطس 2020

ما بعد عواصف الربيع

كانت غابة رتيبة توحشت حيواناتها المتوحشة اكثر من المعتاد و إستكانت الضعيفة منها اكثر من مثيلاتها فى باقى الغابات المجاورة .
مرت سنون عديدة وحدثت بعد عقود من الجمود جملة من الكوارث الطبيعية فى ربيعها البارد
ثار البركان الراقد يدفعه غليان فى عروق السكان مصاحبا لزلزال بدقات قلب المساكين الذين تحملو الكثير حطم مقاييس ريختر و بدت مع انفاسهم المتصاعدة عاصفة تتجه نحو الغابة مسرعة  البعض ينتظر حدوث هذا الإعصار لإحداث أكبر قدر من التغير فى تلك الغابة الرتيبة المليئة بالأكواخ المتهالكة ولكن بعد ان مر هذا الربيع الأنكد
وبعد أن هدأت العاصفة وجدنا السكان إنقسمو الى اصناف متعددة كما لو كانت لبستهم ارواح بعض من حيوانات الغابة فمنهم متلون كالحرباء ومنهم اهوج كالثور ومنهم ماكر كالثعلب ومنهم قافز كالقرد ومنهم ابله وغبى ومنهم متوحش انتهازى ومنهم واضع رأسه فى الرمل .
وبدء البعض منهم يحاول أن يعيد بناء نفس الأكواخ كما كانت خربة ويعيد سكانها من الأوثان او ان يتقمص شخصياتهم ويقاوم كافة أشكال التغيير 

والبعض يحاول بحماس او رعونة هدم الغابة او إحراقها تماما والعودة للحظة اشبة ببداية الخليقة وإعادة مراحل التطور والأحداث التاريخية 

وقلة عاقلة تحاول محو آثار الإعصار و الأكواخ واوثانها معاً وبناء ما هو اعظم منها  واكثر ثباتا وبقاء بل وتحويل الغابة الى جنة والتوسع فى إنشاء غيرها فى كل إتجاه