2 سبتمبر 2021

انهيار آخر معاقل القيم

انهيار اخر معاقل القيم

كنا قديما نشكو ما وصلنا إليه نحن سكان المدينة من تردى القيم وتدنى الأخلاقيات  وننظر بغبطة لسكان القرى ونتعجب كيف لهؤلاء ان يظلوا متمسكين ببمعايير اجتماعية و اخلاقية وعادات وتقاليد صارت مجالا للسخرية والنكات منذ زمن البعثات الخارجية.
فأصبح القابض على قيمه كتحفة قديمة نادرة يسعى المتفرنجون لأخذ الصور التذكارية معها
 .
وهكذا على مدار عقود حتى دب الوهن فى جسد المجتمع المريض واصبح الغالبية العظمى  يسعون للإنسلاخ من هويتهم والانفصال عن جذورهم .

وما زاد الطين بلة وظل يحدث عمدا او دون قصد هو اختفاء العلماء غارثى الوعى وحملة مشاعل التنوير وانتشر وساد كل سفساف وضيع واصبح النشئ ينظر لكل خارج على القانون ورافض للمعايير وشاذ عن قواعد المجتمع بإعجاب بإعتباره المتمرد ذو الشخصية القوية ومحور الحديث ومحط الأنظار .
ورغم كل هذا الخبث القادم علينا فى طوفان التقدم والعولمة إلا أننا كنا نظن ان هناك حصن حصين لن يُخترق ولن تقوى جحافل السفه على غزوه .
كانت القرية بكُتابها البسيط ومساجدها وكنائسها ومدارسها هى الأمل الذى نركن جميعا عليه .
فمعنى ان يقال هذا الشخص ريفى اى انه لم يلوث بعد ولديه مخزون من القيم و الأداب التى لا توجد.لدى كثير من سكان المدينة بل وتحميه من وساوس النفس والشبطان.
كان هناك فى القرية  كبير البلد الذى يحظى بالإحترام وله الكلمة المسموعة فهو صاحب الحكمة التى لابد ان تطاع .
ولكن ها قد انتشرت الجرائم و الأخلاقية منها تحديدا فى قرى كثيرة وتكررت ولا أحد. يحرك ساكنا .
فعلى سبيل المثال قرية صغيرة تابعة لمدينتى حدثت بها كارثتين فى اقل من أربعة أيام الاولى حدثت فى أسرة هادئة منطوية اب وام وثلاثة ابناء انحرف احد الابناء واصبح مدمن حتى انه لقب بين اهل القرية ب " استيروكس " تعدى بالضرب على امه فدافع اخوه عنها و صارت معركة بينهما الى ان وقع هذا المدمن قتيلا نتيجة ضربة من آلة حادة او ما شابه برقبته .
وقبلها بأيام فتاتان شقيقتان تتهمان الاب ببمارسة الرزيلة معهما وتؤكد الام هذا الإدعاء
ويُصعق اهل القرية من هول الأحداث المتلاحقة ولا احد يسأل عن السبب
وقبل ذلك بمدة يتمكن الأهالى فى احد ليالى الخميس من ضبط شخص كان يستعد ليعتلى المنبر  يوم الجمعة ليخطب فى الناس ضبطوه وهو يمارس الفاحشة فى احد المنازل
كوارث متتالية و الاهالى تتعجب ماذا حدث فى قريتنا
ولم يسأل احد.نفسه عن السبب
ولم يستطع احد ان يواجه نفسه ويقف امام المرآة ويقول نحن السبب
نعم نحن السبب حينما ضيعنا القيم واهملنا العلماء ورفعنا الوضيع بل وأجلسناه على مقاعد.الفصل والتحكيم بيننا ليس لعلم او لعمل بل لأنه يملك المال الذى جمعه بكافة الطرق 
نحن السبب حينما تركنا الابناء دون رقابة واغفلنا الطرف عن الغير أسوياء وتجار المخدرات واباطرة الربا ومنحناهم اكثر من حجمهم فى الاحترام الذى جعلهم يصدقون  ان لهم قيمة وجعل الجاهل يعتقد انهم قدوة
فهل من الممكن التصحيح