6 سبتمبر 2020

الحياة ... الحلم

الحياة الحلم

بعدما مر اكثر من ٥ عقود من عمرهما
يراها اليوم مع بكرها الذى جاوز ربع قرن .
وإذ به يخبرها أن هذا الجو وهذه اللحظة التى تمر بهما الأن تحمل روائح زمن مر عليهما من بعيد . 
يذكره بأيام طفولية ذات ألوان مبهجة كعين ترى الألوان لأول مرة حينما كانو يُجمعون فصول الإبتدائى فى فصل واحد أخر كل عام دراسى .

و فجأة يرى نفسه قابضا على كفها الضئيل الناعم بكل معانى الخوف عليها و الحنان وهما خارجان من المدرسة فى الفترة المسائية .

هو لا يرى وجه الذى نحت عليه الزمن الكثير من الأحزان وتعفر بتراب الأيام المجهدة ولكن يعلم انه ليس ذاك الطفل الصغير برغم من انه هو من يمتلك هذه اليد الحانية الممتدة لهذا الطفل البريئ .
و فى الطريق الخالى إلا من حبهما الفياض كما الكون اللا نهائى يهمس إليها هذا الكهل و الطفل بثقة وإختصار .
إنتى عارفة أنا بحبك من إمتى ؟
لترد عيناها بإبتسامة بريئة قبل لسانها . 
عارفة طبعا من زمان قوى .

زمان قوى ما اوسع هذا اللفظ مقارنة بعمر الطفلين

ويكملا سيرهما نحو اللا شيئ وعند مفترق الطرق فجأة يراها جالسة وحيدة على الجانب الأخر خائفة من العودة فيشير إليها لتثبتمكانها ويذهب بوقار القائد المسؤل ليعود بها خشية ان تعبر وحدها الطريق و حينما تنجذب يداهما الملائكية لبعضهما بلهفة ينظر الطفل إليها فيراها اجمل قطعة حلوى يتمناها صغير وهى تتلاشى تتبدد و تذوب مبتسمة  راضية ويرد الابتسامة بإتسامة وهو ايضا يختفى تدريجيا كعقارب ساعة تتجه الى ضباب لا نعلم ما خلفه . ويستمر الكهل الخمسينى ناظرا لمحبوبته على الجانب الأخر من الطريق  تتبدل أمامه كل لحظة ألف ألف مرة ما بين طفلته القديمة ووجه أمه وحبيبته التى لا ينبغى لهما لقاء فى هذه الحياة .
لها الف الف وجه كلها مشتركة فى صفائها وبرائتها التى لم تلوث أبدا .
ويظل حياته واقفا على مفترق الطرق منتظرا ذاك الحلم الذى لاينبغى له أن يتحقق فى دنيانا عسى ان يمر عليه الحلم يوما كحافلة إنقاذ لمسن تاه فى صحراء الحياة وتقطعت به السبل يتعشم ان يأتى من يروى ظمأه وينتظر بكل أمل الغيث .
فدائما فى إنتظار المطر سعادة لمن عاش حياته جفافا حتى وإن لم يهطل يوما